اداب المؤاكلة
س عند الطعام غيره.
[light=#ffff00]المصفف[/light]
والمصفف: وهو الذي يقوم ويتشمر عند حضور المائدة، ويصفف الصحاف والأطعمة
يوهم أن هذا خدمة للحاضرين، وليس كذلك، بل لينظر في الألوان ليجعل الطيب في
مكانه.
[light=#ffff00]الفضولي[/light]
والفضولي: وهو الذي لا يتمالك إذا رأى الخروف المشوي حتى يتناوله بيديه
فيمزقه ويلقيه إرباً إرباً، ويظن أنه قد أحسن وبر بالحاضرين، وفي ذلك تثاقل
على رب المنزل، وربما كان يؤثر أن ينفذ نصفه صحيحاً إلى من يريد، وهو-
بالجملة- من العيوب؛ وربما يكون قصد فاعل ذلك ليجمع أحسن اللحم قدامه؛ وهو
أيضاً من يبادر بتكسير الخبز ويطرحه في المائدة ولعل قصده بذلك ليجمع قدامه
فضل الكسر؛ وهو أيضاً من يضع إبهارا وملحاً في الصحفة، فربما أفسدها على
من يؤاكله منها لكثرة الملح، أو لكون مؤاكله لا يحب الملح أو يتناول المريء
أو الخل ونحوه، فيصبه على الهريسة ونحوها؛ وربما يكون في الحاضرين من يكره
ذلك لأنه لم يعتده، والأدب ألا يتجاوز إصلاح ما يأكله وحده؛ وقد يسمى
المصفف أيضاً فضولياً.
[light=#ffff00]الطفيلي[/light]
والطفيلي معروف: وهو من يحضر إلى الدعوة من غير أن يدعى، والتطفيل حرام؛
ومما يحكي من نوادر الطفيلية من اصطلاحاتهم في أسماء الأطعمة أن الخبز اسمه
(جابر)، والسفرة (بساط الرحمة)، والقدر (أم الخير)، والزبادي (إخوان
الصفا)، والأطعمة (قوت القلوب)، والرز (الشيخ الظهير)، والمضيرة (قاضي
القضاة)، والرشتا بالعدس (عبد الرحيم)، والخروف المشوي المعذب (ابن
الشهيد)، والدجاجة (أم حفص)، والفراريج (بنات نعش)، والطشت قبل الطعام (بشر
وبشير)، ويقال: (المبشران)، وبعد الطعام (منكر ونكير)، ويقال: (المرجفان).
ومن وصاياهم إذا كنت على مائدة فلا تتكلم في حال الأكل، وإن كلمك من لا بد من كلامه فلا تجبه إلا بنعم، فإنها لا تشغل عن الأكل.
وقال بعضهم لطفيلي: أوصني، قال: لا تصادف شيئاً من الطعام، وترفع يدك،
وتقول: لعلي أصادف أحسن منه، قال: زدني، قال: إذا وجدت طعاماً فكل منه أكل
من لم يره قط، وتزود منه إلى الله تعالى.
ومن حكاياتهم أن طفيلياً أتى إلى عرس، فمنع من الدخول فراح وأخذ إحدى نعليه
بيديه وأخذ خلالاً يتخلل به، ودق الباب، فقال البواب: من؟ قال: ابتدل
نعلي، ففتح له الباب، فدخل وأكل مع القوم.
وحكي أن طفيلياً أتى إلى وليمةٍ، فمنع من الدخول، فأخذ قرطاساً أبيض، ولفه
وختمه بطين، وأتى إلى الباب، فدقه، وقال: معي كتاب لرب الدار من صديق له،
فدخل، فدفع الورقة إلى رب الدار، فلما رأى الطين رطباً، قال: عجباً من
رطوبة الطين، فقال: يا مولانا! وأعجب من ذلك أنه لم يكتب فيه حرفاً، فعرف
أمره، واستحسن ذلك منه، وحكاياتهم ليس هذا محلها، انتهى."اهـ
(يتبع إن شاء الله تعالى مع: الجردبيل.... )
[light=#ffff00]الجردبيل[/light]
والجردبيل: هو الذي إذا رأى في الخبز نقصاً يستغنمه، ويحمل منه كسرةً كبيرةً يجعلها له ذخيرةً ليأكلها بعد أن يفرغ.
[light=#ffff00]المشغل[/light]
والمشغل: وهو الذي يشغل رغيفاً ليمنع غيره من أكله؛ فإذا رأى الخبز قد نقص، أسرع في البلع، ولو كاد يغص.
[light=#ffff00]الملقو[/light]
والملقو: هو الذي يأكل اللقمة الكبيرة، فترى من خارج فكه كالسلعة العظيمة، فيبقى فكه كالملقو، ولو صغر اللقم، لأمن ذلك وأتى بالسنة.
[light=#ffff00]النهم[/light]
والنهم: هو الذي يأكل لقماً داركاً، ويتأخر الجماعة عن المائدة وهو على حالة في الأكل؛ وربما يمضع بالشدقين، فلقمته بلقمتين!!.
[light=#ffff00]الناثر[/light]
والناثر: وهو من قسم النهم، وهو من ينثر من النهم الخبز لقماً بين يديه.
[light=#ffff00]المسابق[/light]
والمسابق: وهو من قسم النهم أيضاً، وهو الذي يمسك في يده لقمةً قد أعدها
قبل أن يمضغ التي في فمه، فلا يرى فكه خالياً عن مضغ، ولا يده خالية، وربما
تكون عينه في لقمة أخرى.
[light=#ffff00]الصامت[/light]
والصامت: وهو من قسم النهم أيضاً، وهو من لا يعود ينطق، بل يكب ويطرق على
الأكل، ويشتغل بالمضغ والبلع وأخذ اللقم ووضعها متصلاً ذلك بلا انفصال.
[light=#ffff00]حاطب ليلٍ[/light]
وحاطب ليلٍ: هو الذي لا يستقصي تأمل ما يأكله؛ فربما أكل ذبابةً عساها تقع
في الإناء، وهو لا يشعر، فيتغامز عليها الحاضرون؛ وإن أكل سمكاً لم يستقص
تنقيته من العظام، فتراه في أكثر الأوقات، وقد نشب العظم في حلقه، وأشرف
منه على مكروه، وقد ينشب أيضاً عظام الدجاج ونحوها ولا سيما الحمام
والعصافير في الحلق، فيبقى مدة طويلة لا يستلذ بأكل ولا شرب، ويذوق العذاب
كما أصاب الشيخ النجيب يوسف بن يعقوب رئيس عمرانات، فإنه شارف الموت من ذلك
عشرين يوماً حتى خلص العظم من حلقه. "اهـ