حمدى نصر يكتب: آسفين يا مجلسنا العسكرى
وعدت فى مقال سابق أن أوجه رسالة محبة للمجلس العسكرى أفش فيها غلّى، لن أقول له ارحل زى ما قال بليه صبى المعلم سيد الميكانيكى، فى حارة خالتى بمبة، لما عملوا معاه مقابلة فى التليفزيون.
لن أقول مثل الكُبَارات إللى بيتكلموا فى التليفزيون ويقولوا المجلس العسكرى يرحل، وتانى يوم يظهر واحد منهم فى قناة تانية ويقول: إنه بيرشح نفسه لرئاسة الجمهورية!. يعنى سلمونى الكرسى واتوكلوا انتوا على الله.
مع إنى عارف ومتأكد أن المرشح ده لا يعرف دكر البط إللى بيتزغط فول بيتباع بكام؟!. ولا دكر البط إللى بيتزغط دره بيتباع بكام فى سوق التلات حسب المعايير الجديدة لاختيار رئيس الجمهورية.
أقول للمجلس العسكرى: سيبك من خالتى بمبة والواد بليه وكل الكُبارات. أنا وغيرى ناس كتير بنقدرك ونحترمك. فقد تحملتم الأمانة والبلد خربانة كما قال مبارك عندما سأله أمير سعودى: هل صحيح عندك نية تورث الحكم لجمال فرد مبارك أورث ابنى خرابة؟!!.وذلك حسب ما ورد فى كتاب الأستاذ هيكل الأخير.
فهناك كثير من الملاحظات التى جعلت كل من هب ودب زى حالاتى ينتقد. وإحنا شعب يحب الانتقاد. مش شايفين عدد النقاد الرياضيين فى البلد وصل كام؟ فحسب الإحصائيات غير الموثوق بها فإن لكل لاعب عشرة نقاد رياضيين، عددهم زى الليمون، الناشف ما فيهوش بركة.
تحملت الأمانة من سنة ومحاكمة الرئيس السابق استغرقت كل هذه المدة، وأقدر لكم عدم تدخلكم فى شئون القضاء بحثا عن العدل وحرصا عليه. ثم تم الإعلان عن ضبط المتسببين فى أحداث وزارة الداخلية وأصحاب الحواوشى المسمم، . طيب وبعدين؟. إيه اللى حصل؟ تم الإعلان عن القبض على عصبجية وبلطجية إحراق مجمع التاريخ، طيب وبعدين؟. تم اعتقال عدد من مثيرى الفتنة أمام ماسبيرو، طيب وبعدين؟ تم القبض على مدبرى أحداث مأساة بورسعيد، طيب وبعدين؟!، فى محاكمة مبارك صدر قرار بعدم النشر، ماشى حنعتبرها خطوة أمنية، لكن كل يوم بنسمع جديداً عن سبب كارثة بورسعيد، والمشاركين فيها. ضباط أمن كثير بيقولوا كلاما يجنن العاقل. ونقرأ كلاماً كثيراً عن: الانتقام والقصاص. حتى تخيلت أن كل واحد ماشى وفى جيبه مقص عشان يقتص من أى بورسعيدى يقابله فى السكة. المأساة أصبحت بمعنى الكلمة. بعد أن تحولت إلى تجارة تصنع النجومية. لكن الخوف من الانتقام وكل واحد يقتص بطريقته تبقى المسألة فوضى ونغرق فى بحر الدم من جديد. ويموت أبرياء من جديد. وإللى بيخلينا نصاب بالرعب تصريح لأحد أعضاء مجلس الشعب نشر يوم 4 فبراير الحالى قال فيه: "هناك خريطة سياسية للبلطجية يرعاها ضباط أمن ويمولها رجال أعمال"!!. يا مجلسنا العسكرى طمنا بأى رد فعل فى العديد من القضايا عشان الناس ترتاح وتعرف إن أمامهم وحواليهم ووراهم عيون ساهرة بتحميهم وخايفة عليهم. ولأنكم عسكريون مش حأقول لكوا: خدوا استمارة 6. لا إحنا معاكوا لغاية لما تأدوا الأمانة كما نرجوها منكم وأنتم أهل لها.
وأسألكم سؤالا:عارفين سبب كل الفوضى دى ليه ؟ أذكركم بقول أبو الطيب المتنبى لكافور الأخشيدى: "نامت نواطير مصر عن ثعالبها فقد بشمن وما تفنى العناقيد". وإلى أن نلتقى فى شهر مايو المقبل كما وعدتم، لكم تحياتى واحتراماتى .. وساعتها سنقول لكم: آسفين يا مجلسنا العسكرى المحترم.. والسلام على من اتبع الهدى.